إن مقياس الحياة ليس النجاح !!
إنك قد تحصل على شهادة و تفوز بوظيفة كبيرة و لقب و نيشان و ثروة، و تتزوج و تنجب أولاداً و بنات..
و مع ذلك لا تكون قد عشت، لأن الحياة ليست تعيينات، و لكنها انفعالات، و قد تعيش كل هذا العمر دون أن يهزك انفعال حاد و يفتح عينيك قلق مبهم و تصهرك لذة حامية..
إن أشرف ما فينا يعتقل في اللحظة التي نتحول فيها إلى ناس ناجحين عمليين أولاد سوق.. لأن مطامعنا الصغيرة الرخيصة تعتقل مطامعنا العالية الرفيعة..
فمثلاً بحكم الوصول لابد لنا من المرونة و التكيف، حتى لا نصطدم و نشتبك لابد لنا من المداهنة و المجاملة والتملق، لابد لنا من تجنب الصدق لأن الصدق يجرح، و تجنب الصراحة لأن الصراحة تصدم !
و تجد نفسك من أجل النجاح مضطراً لأن تنافق الذين تكرههم لأن لهم فائدة!
لابد أن نكتم في نفوسنا اشياء لأنه لا يَحسن قولها.. لابد أن نتنازل عن حريتنا و عن نفوسنا..
و في الوقت الذي نظن فيه أننا ننجح و نحقق أحلامنا؛ إذا بنا في الحقيقة نفقد هذه الأحلام ونفقد أنفسنا..
و في مقابل ماذا؟! في مقابل نجاحنا المزعوم !
إن الناجـح الحقيـقي هو ذلك الذي يصرخ منذ ميلاده:
"جئت إلى العالم لأختلف معه"
و لا يكف عن رفع يده في براءة الأطفال ليحطم بها كل ظلم و كل باطل..
#الأحلام
#د_مصطفى_محمود