تحكي وتقول كانت حياتي هادئة جدا كنت أدرس الصف التاسع في مدرستي وكنت طالبة خجولة ولكن متفوقةو كان الجميع يحبني ويقولون لي مريم أنت حقا رائعة وتستحقين كل شيء جميل وكنت أحلم أن أكمل مسيرتي الدراسية كي أصبح طبيبة مشهورة و أجعل أهلي فخورين بي لأنني كنت وحيدتهم فبعد أن أنجبتني والدتي هيام تمزق الرحم لديها
وكان والدي خالد مهندس ناجح في عمله وكان حنون جد على والدتي ولم يضغط عليها كثيرا أو يشعرها بالنقص
وكان هدوئه يقلق أمي دائما فتحاول أن تسعده في كل شيئ وتعوضه عن انعدام فرصتها في الإنجاب وفعلا كانت الانثى المثالية في نظر الجميع..
حتى أتى ذلك اليوم الذي أحضر فيه الموظف فواتير الكهرباء والماء ولكنها كانت كثيرة ولم يكن والدي في المنزل ..
فسألت أمي الموظف : لماذا كل هذه الأوراق ولماذا كل هذا المبلغ الكبير نحن لا نستهلك كل هذا القدر من الماء والكهرباء
فقال لها بكل بساطة : إنها فواتير منزلكم هذا والثاني الذي في الحي الخامس
فقالت له أمي منكرة لما سمعت : نحن لا نملك منزلاً في الحي الخامس هل تضحك علينا كي تسرقنا ؟
فقال لها الموظف : أين الاستاذ خالد إنه يعرف كل التفاصيل
فاتصلت أمي بوالدي وحكت له كل شيء :و الذي صدم من الموظف وقال لها إنه محتال انتبهي منه واصرفيه في الحال
وفعلا قالت له أمي : زوجي خالد ليس هنا
تعال في الغد كي تراه وأغلقت الباب في وجهه.
ويومها لم يتأخر أبي كعادته في العمل واتى مسرعا ولكن لم تكن امي مهتمة بما حدث..
فهي تحبه جدا ولكنني شعرت بنوع من الخيانة كنت مجرد طفلة في ربيعها الخامس عشر لن ينصت إليها أحد
وفِي اليوم الثاني لم يأتي الموظف إلى منزلنا هنا زادت شكوكي وقررت أن أراقب أبي في جميع تصرفاته..
ولَم يشعر أبي بشيء في البداية فقد كنت خارج حساباته ثم جاء يوم وطلبت منه أن أستعمل هاتفه ولأن جواله كان آيفون وكانت الصور فيه مميزة استعملت هذه الحجة المناسبة كي يفتح لي هاتفه والتقط بعض الصور منه..
وبدأت أتصور أمامه ثم انسحبت بانسيابية خارج الغرفة وعندما فتحت الاستديو يا ويلّي مما رأيت صعقت بما شاهدته كان والدي ومعه امرأة جميلة وبينهم ثلاثة أطفال..
يا إلهي ماذا أفعل رميت الهاتف بغرفة الجلوس قرب أبي
وركضت إلى غرفتي كنت أبكي بمرارة شديدة ماذا أفعل هل أخبر أمي أن أبي متزوج هل لديه أطفال غيري أم تراها ساقطة تضحك عليه هل أواجه أبي كيف سوف يكون شعور أمي عندما تعرف هل سوف يصبح لدي زوجة أب؟
قطع تفكيري صوت أبي وهو يقول لي مريم لو سمحتي افتحي الباب..
لم أدرك ماذا أفعل كنت خائفة منه جدا او من مجابهته في الحقيقة وعندما فتحت له الباب لم يعنفني أو يوبخني
إنما أغلق الباب ورائه وجلس على السرير بمنتهى الهدوء
تقول بينما ابي فتح باب الغرفة كي يخرج حدثت المصيبة الأخرى كانت والدتي تنصت وراء الباب لكل حديث أبي مع الأسف.. وكانت دموعها كشلال لا يتوقف ..
و عندما التقيت عيونهم.. هجمت عليه على الفور
وهي تبكي وتقول لماذا فعلت بي هذا وضربته بكل قوتها ثم انهارت في الأرض وهي تنتحب فحاول أبي احتضانها
ولكنها دفعته بعيداً عنها وخرجت من الغرفة ثم ذهبت الى المطبخ وبدأت بتكسير كل الزجاج الذي يقع تحت يدها من صحون وكاسات ولَم تهدأ
حتى عندما حاولت أن أكلمها كانت غاضبة جدا بل كانت كالمجنونة وكانت تردد يا ليتني لم أعرف ثم ذهبت إلى غرفة الضيوف وبدأت بتكسير القطع الكريستالية الموجودة في الغرفة حيث كانت في حالة هيستيرية غير مسبوقة..
أسرعت اليها واحتضنتها. وحاول أبي التكلم معها ولكن لم يعد هنالك جدوى لكي تنصت لنا أبعدتني عنها وذهبت إلى غرفتها وأخرجت معطفها ولبسته وخرجت من المنزل وهي تبكي..
كان بيتنا في الطابق الخامس وخرجت تركض على الدرج
وعندما أسرع والدي وراءها كي يلحق بها وصل للطابق الثالث فوجد أمي مرمية على السلم وكانت مغمى عليها وعلى الفور
صاح لي قائلا
القصه كامله اول تعليق